ظاهرة تغير المناخ ليست من أولويات الشباب العرب
تحتل ظاهرة تغير المناخ على الأغلب أدنى قائمة اهتامات الشباب العرب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك استنادًا لنتائج الاستطلاع السنوي الثامن: أصداء بيرسون مارستيلر لرأي الشباب العرب لعام 2016. ومن بين سبعة وعشرين قضية أساسية في الاستطلاع، اشغل الاهتمام بما يتعلق "بظاهرة تغير المناخ والبيئة" المرتبة السادسة والعشرين مباشرة بعد "الديون الشخصية". وقد دوى صدى "تصاعد ظاهرة تنظيم داعش" بين الشباب واحتل قمة اهتمامهم. بينما أشار 54% فقط من الشباب العرب إلى أن "ظاهرة تغير المناخ والبيئة" من بين اهتماماتهم. وتشير النتائج بأنه لا زال هناك طريق طويل علينا أن نسلكه لتشجيع الشباب العربي في جميع أنحاء الشرق الأوسط لكي ينضموا للبرامج البيئية.
وقد استند الاستطلاع إلى 3500 مقابلة وجهًا لوجه مع رجال ونساء تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 24، وأجريت هذه المقابلات من قبل شركة عالمية للاقتراع وهي شركة بين سكون بيرلاند (PSB). ومن الجدير بالذكر أن ستة عشر بلدًا عربيًا استهدفت وصنفت في المجموعات التالية لغرض الاستطلاع وهي: (1) البحرين والكويت وعُمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة (مجلس التعاون لدول الخليج العربي)؛ (2) العراق والأردن ولبنان وفلسطين واليمن (بلاد الشام واليمن)؛ (3) الجزائر ومصر وليبيا والمملكة المغربية وتونس (شما أفريقيا). وقد أجريت تلك المقابلات في الفترة ما بين 20 يناير إلى 12 فيبراير 2016.
ويظهر الاستطلاع تباينًا جغرافيًا ملحوظًا في مستوى الاهتمام. ففي مجلس التعاون لدول الخليج العربي، على سبيل المثال، أشار 51% من الشباب العرب إلى أنه لم يكن لديهم اهتامات بشأن البيئة وظاهرة تغير المناخ. أما في شمال أفريقيا، فيظهر الشباب أكثر اهتمامًا بهذه القضية، حيث عبر 65% عن اهتمامهم بها. وفي المملكة المغربية، وهي البلد المضيف للدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، ذكر 70% من الشباب الذين أجريت معهم مقابلات أن ظاهرة تغير المناخ كانت من بين اهتماماتهم. وقد بدا أن رأي الشباب العربي متناقض حول قدرتهم على معالجة ظاهرة تغير المناخ. فعند سؤالهم عن مستوى ثقتهم بقدرات حكوماتهم الوطنية على التعامل مع ظاهرة تغير المناخ، كانت نسبة الشباب العرب في مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذين عبروا عن ايمانهم بقيادات بلدهم عالية جدًا، حيث وصلت النسبة إلى 78% مقابل 50% من جميع العرب، بينما كانت النسبة 36% فقط من الشباب العرب في شمال أفريقيا و 29% من الشباب في بلاد الشام.