تصويت تاريخي في البرلمان الأوروبي يمهد الطرق للمصادقة على اتفاقية باريس
أتم الاتحاد الأوروبي العملية السياسية المطلوبة تمهيدًا للمصادقة على اتفاقية باريس. وبذلك أزيلت آخر عقبة في التصويت التاريخي في الرابع من أكتوبر عندما منح الاتحاد الأوروبي موافقته بتأييد 610 عضوًا للمصادقة على الاتفاقية ومعارضة 38 وامتناع 31 آخرين عن التصويت. يذكر أن الاتفاقية تتطلب مصادقات من 55 طرفًا على الأقل و 55% من الإشعاعات العالمية لكي تدخل حيز التنفيذ. وبينما تحقق الشرط الأول فعلًا، أتاح هذا التصويت التاريخي الذي جرى في الرابع من أكتوبر المجال أما تحقيق الشرط الثاني. حتى هذا اليوم، صادق على هذه الاتفاقية 62 طرفًا مسئولًا عن 51.89% من الإشعاعات العالمية. يساهم الاتحاد الأوروبي بحوالي 12% من إشعاعات غاز الدفيئة. وبذلك سوف تدخل اتفاقية باريس حيز التنفيذ قبيل الموعد المحدد لـ الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة للأطراف بشأن المناخ (COP22) المقرر انعقاده في مدينة مراكش في الفترة من 7 إلى 18 نوفمبر 2016.
إن دخول اتفاقية باريس حيز التنفيذ في أقل من سنة من التوقيع عليها يعتبر بحد ذاته إنجازًا عظيمًا. وبالنسبة للتصويت الذي جرى اليوم فهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي يبقى متربعًا على عرش قيادة المناخ كما قال رئيس البرلمان الأوروبي ملرتن شولتز الذي وقع على خطاب نقل بموجبه موافقة البرلمان الأوروبي على مصادقة الاتحاد الأوروبي على اتفاقية باريس. وفي هذا الصدد نوَّه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل التصويت إلى أن "الاتحاد الأوروبي له سجل قيادي تاريخي طويل في العمل ضد ظاهرة تغير المناخ". وأضاف أيضًا أن التصدي لظاهرة تغير المناخ ليست فقط أحد أهم التحديات في عصرنا، بل هي أيضًا فرصة لبناء اقتصاد أكثر ديمومة وتنافسية ومجتمعات أكثر استقرارًا. من جانبه، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: "في هذا اليوم، حوَّل الاتحاد الأوروبي الطموحات بشأن المناخ إلى واقع عملي. لقد واصلنا إظهار القيادة لنثبت أن دول الاتحاد الأوروبي قادرة معًا على التصويب."
وقال مفوض شؤون المناخ في الاتحاد الأوروبي ميغيل أرياس: "العالم يتحرك وأوروبا في مقعد القيادة، تقود العمل بثقة واعتزاز للتعامل مع ظاهرة تغير المناخ." الخطوة المباشرة التالية هي أن يتبنى المجلس الأوروبي رسميًا القرار عبر إجراء مكتوب. سيقوم الاتحاد الأوروبي جنبًا إلى جنب مع 7 دول أعضاء هي (هنغاريا وفرنسا وسلوفاكيا والنمسا ومالطا والبرتغال وألمانيا) التي أكملت إجراءات المصادقة بإيداع مستندات المصادقة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك حتى يوم الجمعة السابع من أكتوبر. وسوف يصوت البرلمان الأوروبي أيضًا على قرار لإعداد أولوياته للجولة التالية من المحادثات في نوفمبر في مؤتمر الأطراف بمراكش من خلال التركيز على مشاركة الجهود بين الأطراف المطلوب منها تحقيق أهداف اتفاقية باريس.
مقاطع فيديو لمراسم التوقيع والمتحدثين