الاحتباس الحراري يسجل أرقامًا قياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
اجتاحت درجات الحرارة الحارقة هذا الصيف دولًا امتدت من المملكة المغربية إلى المملكة العربية السعوديةوإلى أبعد من ذلك لتطال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فقد شهدت مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية تسجيل درجات حرارة عالية وصلت في كل الأوقات إلى 52.2 درجة مئوية. وفي جنوب المملكة المغربية، بلغت درجات الحرارة أشدها في الشهر الماضي حيث تراوحت بين 42.8 و 46.7 درجة مئوية. وفي 22 يوليو، وصلت درجات الحرارة إلى ذروتها حيث سجلت 54 درجة مئوية في مطربة والعاصمة الكويتية وفي اليوم التالي وصلت إلى 53.9 في مدينة البصرة العراقية. وإذا ما أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية على هذا الأرقام، فإنها سوف تكون أعلى درجات حرارة تم تسجيلها في نصف الكرة الشرقي.
وحسب معهد جودارد للدراسات الفضائية التابع لوكالة ناسا الأمريكية، فإن يوليو 2016 هو الشهر الأكثر حرارة منذ أن بدأ التسجيل الحديث في عام 1880. وقد أعلن جافين شميدت من وكالة ناسا أن "من شبه المؤكد أن يكون عام 2016 هو العام الأكثر حرارة على السجل."
مع نهاية هذا القرن، من الممكن أن تهدد موجات الحر الحياة البشرية في أجزاء من الشرق الأوسط. تنبأ الباحثون في معهد ماكس بلانك للكيمياء ومعهد قبرص في نيقوسيا بهذا التهديد في الآونة الأخيرة. يعيش في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من 500 مليون شخص. ومنذ عام 1970، تضاعفت أيام الحر الشديد في هذه المنطقة. تظهر أعلى درجات الحرارة في المنطقة أثناء فصل الصيف عندما يكون الجو حارًا وليس في فصل الشتاء كما هو متعارف عليه في أجزاء أخرى من العالم. ويُعزى ذلك بشكل رئيسي للأجواء الصحراوية الحارة في المناطق الصحراوية مثل الصحراء الكبرى. يشار إلى أن الصحاري لا تمتص الحرارة جيدًا، وهذا يعني أن السطح الحار والجاف لا يمكن أن يبرد من خلال تبخر المياه الجوفية كما يحدث في معظم الأنظمة البيئية الرطبة. وبما أن توازن الطاقة السطحية يخضع لسيطرة الإشعاع الحراري، فإن تأثير الدفيئة يزداد وقد يؤدي إلى ارتفاعات متفاوتة في درجات الحرارة تصل إلى حد الذروة كما يحدث حاليًا في المنطقة.